مناجاة من وراء حجاب ؟
دوما ما تعجبت من امر الدعاء، اذ اجد لساني مربوطا لا يعرف ما يقول رغم معرفتي التامة بما احتاج. تتصارع الأفكار في راسي بين الخوف من غضب الله و الأمان لرحمته، الاستحياء من ضعف ايماني و الرجاء في غفرانه، اليقين في استجابته و الشك في استحقاقي لها. و بين هذا و ذلك اجد لساني مربوطا و هو ليس طليقا في اصله أيا كان الحال. فلا اجد الا كلمات بسيطة، لا فصاحة فيها ولا تعبير، لا مناجاة ولا ونس، فقط كلمات مباشرة تبدأ و تنتهي ب يارب في الغالب دون أي زيادة على ذلك. و قد يفكر الانسان ان الله لا يحتاج لشعر او نثر لتصله، فهو اقرب اليك من حبل الوريد و يعلم ما يجول في خاطرك. " إلهى .. حكمك النافذ ومشيئتك القاهرة ، لم يتركا لذى مقال مقالاً ولا لذى حال حالاً .." العجيب في المسألة، ان الدعاء يخرج بعد حين من الزمن من كونه مجرد طلب، يارب اعطني فيعطيك، يارب كذا و كذا و تنتظر الإجابة و انتهى الامر. بينما تنمو حوجتك لشي اشبه بالونس و السمر. و لان لسانك عاجز و لم يحبوك الله بالكلمات و الذخيرة اللغوية و القدرة على تركيب الكلمات و كأنك رضعت اللغة بدلا عن الحليب مثل اخرين، فتبدآ باستلاف الادعية، و المقو...