و لن ينسانا الله
ينسانا الفقر , و ينسانا الداء , ولا ينسانا الله
منذ اعلان اغنية زين الجديدة لرمضان 2020 , و هي عالقة في ذهني , أغنيها و اكررها طوال اليوم, لا ينسانا الله .
عميق الأثر الذي تركته في نفسي , لا أدري حقيقة سبب الاحساس العارم الذي يعتريني بسماعها, و انا التي ظننت ان ما لبثت الا و انا مدركة لكل ما يجول داخلي, ظننت أني قد تركت جميع امالي الميتافيزيقية خلفي و نسيت معالم طرقها.
اليوم السابق لبداية رمضان , و السابق لسماعي للأغنية , و انا اقلب القنوات عشوائيا في التلفزيون توقفت صدفة عند برنامج تحت اسم تفريج كربة في قناة الخرطوم . المذيع ذهب لمكان ما في الخرطوم ليلتقي بكفيفة من المعسرين . هذه المرأة لها طفلين من رجل كفيف كذلك , تركتهم لسبب ما لم استطع فهمه و لكن له علاقة ما بوضعهم المادي. الان تعيش وحيدة , تجلس بالايام على معدة فارغة , تذهب للمخبز القريب من المنطقة التي تسكن فيها و تقف على امل ان يعطف عليها احد المشترين برغيفة واحدة ولكن لا يحالفها الحظ . سألها المذيع : هل عندك زول بتشكي ليو همك ؟ قالت : دموعي هي صحبتي ما عندي زول غيرها.
المهم و بلا تفاصيل
تذكرتها و أنا اغني اليوم لا ينسانا الله , انا أكاد أكون متأكدة ان لن ينساني الله , لن ينسى أهلي و أصدقائي و أغلب معارفي , ولكن لماذا أشعر بالخزي و العار و الذنب عندما اغني لن ينسانا الله ؟ . لن ينسانا الله لأن الأسباب متوفرة , معينة على أن لا ينسانا . لن ينساني اصدقائي ان احتجت وظيفة لأن جميعهم متوظفون , لن ينساني اهلي اذا احتجت مالا لأن حالتهم المادية جيدة , لن ينساني زملاء الدراسة ان احتجت شرحا لأنهم أذكياء للغاية .
لن ينساني الله على الأغلب , كما لن ينسى السعوديين و الامارتيين وموظفي زين ان حدثت لهم كربة .
هل لن ينسى الله تلك الكفيفة ؟
Comments
Post a Comment