وقد فُزْتَ أن أصبحت عبداً مُسلِّماً .. لما أوْجبتهُ في الرقاب القلائدُ/ منقول
تــــعــــجَّلــــ مــــولودٌ ليُــــمْهَــــل والدُ
ولا بِــدْعَ قـد يـحـمـي العـشـيـرةَ واحـدُ
لقــد دافــع المــفـقـودُ عـنـك بـنـفـسـه
عُــرامــاً فــلا يُــحْــزنْــكَ أنــك فــاقــدُ
ومـــن قـــبـــلتْ مـــن الليــالي فــداءه
فـــحُـــقَّ بــأن يَــلْقــيْــنَهُ وهــو حــامــدُ
عـــلى أنَّ مـــن قـــدَّمْـــتَ عــالٍ مــكــانُه
بــحــيـث الثـريـا أو بـحـيـث الفـراقـدُ
ومــا مــات مــنــه أســوةَ النــاس مــيِّتٌ
بـل انـقـضَّ مـنـه المـشـتَـري أو عـطـاردُ
ومـــا كـــان لو خُــيِّرْتَ عُــرْضَــةَ فــديــة
ولا ولداً يَـــشـــريـــه بـــالأجْــر والدُ
ومـــا كـــان لو حُـــكِّمـــْتَ جــنــة بــذله
ولو حُــــوذرتْ أنـــيـــابُ دهـــرٍ حـــدائدُ
بـل النـفـس تُـفْـدى بـالنـفـوس وتُـشْـتَرىَ
فَــتُـبْـذَلُ مـنـهـا المـنـفـسـات التـلائدُ
وكــان أبــى إلا افــتــداءً بــنــفــســه
لنــفــســك جــادتْهُ الغــيــوثُ الرواعــدُ
عـظـيـم وَفَـى النُّعـْمَـى عـظـيـمـاً ومـاجـد
فــدى مــاجــداً لا زال يــفـديـه مـاجـدُ
سـوى البـدر والنـجـميْن والعِتْرة التي
نُــصــالحُ فــيــهــا دهــرَنــا ونُــفــاســدُ
أولئك كــانــوا قــدوة بــل مــواهــبــاً
فــذاد الرّدى عــنـهـم يـدَ الدهـر ذائدُ
مــضــى ابــنُــك والآمـال تـكـنُـفُ نـعـشَه
وتــبــكــيــه للمــعــروف وهْــيَ حــواشِــدُ
ولو عـــاش عـــاشــتْ فــي ذَاره وأَورقــتْ
لهـــا مـــن عــطــايــاه غــصــونٌ مــوائدُ
فـــمـــا عــنــدنــا إلا شــؤون حــوافــل
تـــجـــود عـــليـــه أو عــيــون ســواهــدُ
وإلا تـــأَسِّيـــْنـــا مـــراراً وقـــولُنـــا
هـو الدهـر لا تَـبـقـى عـليـه الجـلامدُ
قَــرَى مــا تَــمُــجُّ النــحْـلُ ثـم اسـتـردَّه
وأصــبــح يــقْــري مــا تَــمُــجُّ الأســاوِدُ
ومــــن ذاك ذَمَّ الصــــالحــــون أمــــورَهُ
وقــالوا جـمـيـعـاً صـالحُ الدهـر فـاسـدُ
ومـــن ذاك مـــا أَولاكـــه وهـــو بــادئٌ
ومـــن ذاك مـــا أَبــلاكــه وهــو عــائدُ
وبــيــنــاهُ مــن فـرْط المـوالاة قـابـلٌ
إذا هــو مــن فــرط المــعــاداة عـانـدُ
ومـن عَـقْـده عـنـد العـطـايـا ارتـجـاعُه
وأن يُــنْــقَــضَ العــقْـدُ الذي هـو عـاقـدُ
ومـا ابـنك إلا من بني النَّشْء والبلىَ
لكـــلٍّ عـــلى حـــوض المـــنـــون مـــواردُ
ومـــا ابـــنــك إلا مُــســتــعــارٌ رَدَدْتَهُ
وكــــــــلُّ عَـــــــواريِّ الزمـــــــان رَدائدُ
ومـــا ابـــنــك إلا وافــد نــحــو ربــه
ومــــن أوفـــدتْه عـــزْمـــةُ الله وافـــدُ
فـإمَّاـ اشـتـراه الله مـنـك فما اشترى
ضَـــنِـــيـــنٌ بـــإرغــاب ولا بــاع زاهــدُ
فــصــبــراً فــإنَّ الصــبــر خَــيْــرٌ مـغـبَّةً
وهــل مــن مَــحِـيْـدٍ عـنـه إن حـاد حـائدُ
وقــد فُــزْتَ أن أصـبـحـت عـبـداً مُـسـلِّمـاً
لمــا أوْجــبــتـهُ فـي الرقـاب القـلائدُ
لك الأجــر تــعــويـضـاً مـن اللَّه وحـده
ومــنْ خــلْقـه حُـسْـنُ الثـنـا والمـحـامـدُ
وللَّه لطْــــفٌ فــــي العــــزاء لعـــبـــده
وإن مـــسّه جَهْـــدٌ مـــن الحـــزن جــاهــدُ
هـــو الجـــارح الآســـي ولا شـــك أنــه
سـيـشـفـى الحـشـا المـجـروحُ ممَّا يكابدُ
ويـحـبـوك بـالعـمـر الطـويـل مُـتـابـعـاً
لك الرِّفْــدَ والمــبْــتــزُّ إن شـاء رافـدُ
أخـا العـلم والحـلم اللذيـن كـلاهـما
يــــؤازرُه فــــي أمــــره ويُــــعــــاضــــدُ
ألم تــك مــن هــذا المــصــاب بـمـنـظـر
ليـــاليَ كـــان ابــن النُّذور يــجــاهــدُ
ولا تــحــســبــن الرُّزْء لم يــك واقـعـاً
ولا تــعــتــقــدْه طــارفــاً فــهـو تـالدُ
ونـــحـــن بــذور الدهــرِ والدهــرُ زارع
ونــحــن زروع الدهــر والدهــرُ حــاصــدُ
وتـــاللَّه مـــا مـــوْلىً لمـــولاه خــالد
ولا الحــزن مــن مــولى لمـولاه خـالدُ
غدا الموت والسُّلْوان حتماً على الورى
كِـــلا ذا وهـــذا للفــريــقــيــن راصــدُ
فــلا تــجــعــلنَّ المـوت نُـكـراً فـإنـمـا
حـيـاةُ الفـتـى سَـيْـرٌ إلى المـوت قـاصدُ
ولا تــحــســبــنَّ الحــزن يــبـقـى فـإنـه
شـــهـــاب حـــريـــقٍ واقـــدٌ ثـــم خــامــدُ
ســتــألفُ فــقــدان الذي قــد فــقــدتــه
كــــإلْفـــكَ وجْـــدان الذي أنـــت واجـــدُ
عــــلى أنـــه لا بـــدّ مـــن لذْع لوعـــةٍ
تــهــبُّ أحــايــيــنــا كــمــا هــبَّ راقــدُ
ومــن لم يــزل يــرعَـى الشـدائد فـكـره
عــلى مــهــلٍ هــانــت عــليــه الشــدائدُ
وللشـــــرّ إقـــــلاعٌ وللهــــمِّ فَــــرْجَــــةٌ
وللخــيــر بــعــد المُــؤيــســات عــوائدُ
وكــم أعــقـبـت بـعـد البـلايـا مـواهـبٌ
وكــم أعــقــبــت بـعـد الرزايـا فـوائدُ
وكــم سِّيــئٍ يــومــاً ســيــقْــفــوه صــالحٌ
وكــم شــامــت يــومــاً سـيـقـفـوه حـاسـدُ
تَــعــزَّ حِــجـاً قـبـل السُّلـُوِّ عـلى المـدى
فــمــثــلك للحــسـنـى مـن الأمـر عـامـدُ
ومــا أنــت بــالمــرء المــعــلَّم رشــدَه
لعــــمــــري ولكـــن قـــد يـــذكَّر راشـــدُ
وعِــش فــي نــمــاءٍ والوزيــر كــلاكـمـا
وكــــلُّكـــم والدهـــرُ طَـــوْعٌ مـــســـاعـــدُ
تــرودون مــنــه بــيــن حــظَّيــْ ســعــادة
لكــم حــاصــلٌ مــنــهــا عــتــيـد وواعـدُ
وجَــدُّ الذي يَــبْــغــيــكُــمْ الشــرَّ هـابـطٌ
وجَــدُّ الذي يــبــغــيـكُـم الخـيـرَ صـاعـدُ
وزَارتـــكُـــمُ بـــالمـــدْح كــلُّ قــصــيــدةٍ
ولا قــصــدتــكـم بـالمـراثـي القـصـائدُ
أرى كــلَّ مــدحٍ قــيــل فــيــمــن سـواكـمُ
فــليــســت له إلا البــيــوتَ مَــنــاشــدُ
وكــلّ مــديــحٍ قــيــل فــيــكــم فــإنَّمــا
مَــنــاشــده دون البــقــاع المــســاجــدُ
ومــا أنــكـرت تـلك المـشـاهـدُ فـضـلَكـم
وهـل يُـنْـكـر المـعـروف تـلك المـشـاهـدُ
Comments
Post a Comment