انتي حكمة ؟ ولا آية ؟ ولا إنسان ؟ (عن الفئات و الانماط، و العقل)

التفكير عن طريق الفئات بيظهر من بدري جدا عند الانسان، فالاطفال عندهم قدرة على انهم يكونوا الفئات ويضفوا عليها صفات محددة و يعمموا الصفات دي علي الأسس الفئوية المرتبطة بيها. و الحاجة دي بتحصل ليه و ياتو عوامل بتؤدي ليها، و الأدوار البتلعبها أي من العوامل دي و التفاعلات بيناتهم فيها نقاشات عديدة و موضوع اكبر من انو الزول يحاول يفهموا في مدونة قصيرة، بيدخل فيها بعض التحيزات الادراكية البتظهر من اعمار صغيرة جدا بتقود لتفسيرات "فطرية" {الانسان بتخلق كدا عقلو بيشوف العالم عن طريق التقسيمات ، الفىات و الانماط} ، و اخرى متعلقة بالتأثيرات الاجتماعية الخارجية {في عوامل في بيىة الانسان بتحدد كيف او شكل التفكير النمطي البيلجآ ليو} . الفئات هنا ممكن تكون فئة الكراسي، او الطيور، وممكن تكون فئة النساء او قبيلة الشايقية 

على سبيل المثال. في الجانب الإجتماعي، تكّون الفئات الاجتماعية عندها علاقة مباشرة مع تكون الأفكار النمطية حول المجموعات البشرية ( النساء غبيات، الرباطاب لءيمين )، واللي هو سلوك واسع دوافعو تختلف من محدودية قدراتنا العقلية البتحتم علينا اللجوء الى طرق مختصرة عن طريق المخططات والاستدلالات المعتمدة على النمطية دي عشان تساعدنا علي  اتخاذ قرارات مثلا . او تحيزات دافعها الأساسي اجتماعي/تفضيلي/امتيازي 

whatever you call it   (..  الشعور بالانتماء لمجموعة محددة و تفضيلها علي غيرها )

. الكلام دا كلو لأني كنت بفكر في مسألة محددة جدًا، و هي التفسيرات البتخطر علي بالنا لمن نشوف أي فئة ما ، زي مثلا فئة النساء البيحملوا خارج إطار الزواج و بيجدعوا الشافع في الشارع اذا فكرنا فيها كفئة. التفسيرات واسعة الانتشار بالنسبة للمهتمين بالشأن دا تنقسم بشكل تقريبي كدا الي نوعين:

 1- تفسير ممكن نسميو جوهري، و هو باختصار انو في صفات، سلوكيات ملتصقة بجوهر الناس البنتموا للفئة دي. ناس سيئين، ما عندهم أخلاق ولا قلب، أصلا هم دايرين كدا ، ناس جارين ورا شهواتهم من دون أي اعتبار لأي شئ تاني بما فيها الطفل الممكن يجي كضحية لسلوكهم دا.

 2- التفسير التاني تفسير بنويوي بيتعلق بموقع المنتمين للفئة دي من نظام او بناء كبير بيفرض قيود محددة عليهم، و بتفاعل القيود دي مع قيود تانية او الوضع الموجودين فيو نتيجة لموقعهم من النظام أدت الي سلوكيات/صفات/نتايج بنشاهدها بشكل متكرر من الفئة دي. ناس فقرا ، ما تلقو حظهم من التعليم ، ما عندهم شبكة حماية اجتماعية، مرفوضين من المجتمع لسبب او اخر، امتيازات تاريخية .. الخ

 المهم بالنسبة لي في المسألة دي و اللي كنت بفكر فيو هو موقع الدين من التفسيرات دي، ففي عالم مادي عقلاني اذا صح التعبير ، التفسيرات دي يمكن رسم خطوط واضحة بيناتهم و معرفة متين بتقاطعوا او بتفاعلوا و متين بتفرقوا.

 اما لما جيت اعمل مخطط لكيف نفس التفسيرات دي ممكن تشتغل في اطار مجتمعنا راسي جاط شويتين: 1-

التفسير الجوهري هنا ممكن يكون نفسو لكن تحت غطاء جديد، و هو مثلا الزول دا سيئ لانو بعيد من الله، طيب ليه بعيد من الله ؟ قد يكون ابتلاء مؤقت او دايم، ملعون، في جوهرو شخص سيئ و ما عايز الهداية ، ... الخ ، و دي هنا قد تكون نتايجها مختلفة عن التفسير الجوهري الاولاني داك الخالي من الغطاء الديني بمعنى لو الأول بينتج ح داعم للعقوبات الفردية بشكل صارم ، فهنا الغطاء الديني للتفسير الجوهري ممكن يدي نتايج ما بنفس الصرامة، قد يرى البعض من الناس البفكروا بالطريقة دي انو العقوبة الفردية هي الحل برضو ، لكن بعضهم ح ممكن يلجأ الى انتظار هداية الله، او عقابو ، المفهوم الكيزاني داك نسيت اسمو بتاع ترجع القروش الاكلتها و خلاص نخليك او ما ترجعها ذاتو لكن اعلن توبتك، او غيرها من الطرق البيلجآو ليها الناس حين ارتكاب جريمة ، معصية من قبل أفراد المجتمع. و هنا بيختلط المفهوم هل هو فعلا جوهري ؟ او هو جزء من نظام كبير لكن ليس ببشري، نظام من صنع الله، و هو البيحدد موضع أي شخص او أي فىة منو و سلوكياتهم تباعًا. و هنا برضو بتدخل بنية المجتمع (من حيث نظرتها للرجال و النساء على سبيل المثال ) كزيادة تعقيد، مثلا الراجل اصلو كدا "في جوهرو"، انتي المفروض تكوني حريصة اكتر على روحك ( دا هنا قد يكون ك مفهوم ما مصدرو الدين اكتر من انو مصدرو تفاعل الدين مع المجتمع) و هنا فجأة بيبقي ما واضح هل الجوهر بتعلق بالرجال فقط و كل المفروض يعملوهو النساء هو التفاعل مع جوهر الرجال دا و لا القصة شنو بالضبط، لانو في حتات تانية ، مثلا علاقة الالوان ب المشاعر ، الرجل أصلا بينشز من الألوان "الفرايحية زي البمبي" بينما النساء أصلا بنجذبو ليهم لشئ في طبيعتهم الاتنين، هنا مثلا الاتنين عندهم جوهر، ما فئة واحدة عندها جوهر و التانية فقط متفاعلة مع هذا الجوهر.

 2- التفسير البنيوي، كذلك، يصبح بلا معالم واضحة، اذا الأفراد البيجدعوا طفل وليد في الشارع جا نتاج علاقة غير زوجية ، سلوكهم جا نتيجة لوضعهم من منظومة محددة بتفرض عليهم حالة و قيود ، المنظومة دي شنو ؟ هل هي بنية المجتمع من وضع اقتصادي و اجتماعي، وصول للموارد و الخدمات، ام هي منظومة الهداية و القرب من الله ام الابتلاء ؟ ام انهم ممكن يشتغلوا الاتنين مع بعض و ينتجوا لينا نموذج واحد ممكن من خلالو نفهم و نتوقع سلوكيات الافراد و تفاعلهم مع الاحداث، و كذلك نتدخل اذا لزم الامر باي شكل من الاشكال. و هنا هل العلاج ببقى نقاش حول عدالة توزيع الفرص و الموارد مثلا، التوعية حول موضوع محدد "مخاطر العلاقات غير الشرعية، الامراض الناتجة، موانع الحمل ... الخ" و تسهيل الحصول على التوعية و الأدوات، تسهيل الزواج ، اهتمام اكبر بدور رعاية الأطفال مجهولي النسب، ... الخ. ولا بتكون عن طريق الصلاة و الدعاء و لانو الناس ديل بعيدين من الله او كفار او غيرو.. ( الجواب الساهل هنا طبعا هو انو ممكن يكونوا الاتنين و ما بتعارضوا مع بعض، طبعًا أي ، بالتأكيد الجواب دا خطر على بالي تصدقوا 😂، لكن فصلهم بالطريقة دي ما عشان أقول انهم متعارضات بالضرورة، لكن بس لفهم تجريدي ممكن يساعدنا نفهم انهم في ياتو مواضع بجو مع بعض و هل في مواضع بتعارضوا ولا لا)


مثال للهروب من المسؤوليات الحقيقية 😁


 بالطبع التفسيرين ديل قد يتفاعلوا مع بعض باشكال و اوزان مختلفة ، و اللي هو بيطرح تساؤل مهم طبعا، هل الفئة الاجتماعية الأقل حظوظا و سيطرة في المجتمع بالضرورة حتكون الفئة الأكثر ميولًا للتفسيرات البنيوية مثلا النساء لمن يشوفوا طفلة حديثة ولادة مجدوعة في الشارع حيكونوا اكثر ميولًا لأنهم يفكروا في الأم و الظروف الخلتها تمر بالتجربة دي شنو و ردة فعل الاهل و المجتمع كانت شنو ، هل هي حية ولا ميتة، عندها شبكة حماية ولا لا، جبروها تتخلى عن الطفلة لانو وضعها الاجتماعي و الاقتصادي ما بسمح ليها تحتفظ بيها، الأب شرد وما اعترف بالطفلة و لا حصل شنو .. الخ من الأسئلة البتلقي الضوء علي وضع المرأة دي ضمن مجتمعها، عكس الرجال مثلا اللي حيكونوا أكثر ميولًا للتفكير انها " بت كذا و كذا من الكلمات الما عايزة افكر فيها او اكتبها" ، هل قد تكون دي الحالة فعلًا ولا لا. ما متأكدة طبعا قريت بحث "واحد" قبل فترة عن انو النساء اكثر قابلية للتفكير بالطريقة البنيوية لكن ما لقيت الرابط بتاعو تاني و اذا لقيتو حاحاول اختو هنا في الفترة الجاية. 

دي كالعادة محاولة تفكير بالكتابة لمن أكون هاربة من واجباتي الحقيقية ، و اذا في زول وصل لحدي هنا فشكرا ليك على الصبر 😂 و اتمنى انك تكون فهمت حاجة او طلعت بحاجة 😂

و اذا لحدي هسي بتتساءل حول علاقة العنوان بالكلام الجوا ، فحابة اقول ليك انو دا مثال  للفئات 🙊 ، الشاعر ما قادر يحدد فئة المخاطب هل هو حكمة ولا آية ولا إنسان ، و عايش في حيرة من امرو مما قد يؤثر علي قدرتو على 😬😬 التفكير و اتخاذ القرارت 

Comments

Popular posts from this blog

إنَّ الهوى ما تولَّى يُصمِ أوْ يَصمِ

مناجاة من وراء حجاب ؟

المَاضي يُنْصَبْ